«أنا وهي وزهور العالم».. قصة قصيرة لـ يحيى الطاهر عبد الله
«أنا وهي وزهور العالم».. قصة قصيرة لـ يحيى الطاهر عبد الله
تعد قصة “أنا وهي وزهور العالم” للكاتب المصري يحيى الطاهر عبد الله واحدة من القصص الأدبية التي تميزت بأسلوبها السردي الجميل والمفعم بالحياة، وبإعادة نشر هذه القصة يمنح موقع “القاطرة” القراء فرصة لمواصلة استكشاف عبقرية يحيى الطاهر عبد الله والتعرف على أسلوبه الأدبي المميز واكتشاف هذا الأديب من خلال نثره المميز الذي يجمع بين عمق الفكر وجمال الأسلوب.
أنا وهي وزهور العالم
كنا بالحديقة ـ أنا وهي ـ كنا بالعالم، وكنت طامعًا في علاقة تربطني بها: أية علاقة.
كان بالحديقة شجر مورق، وحشائش خضراءندية ولا تزال، وطير بأجنحة، وعين ماء أراها مرة ياقوتة وأراها مرة زمردة.
إنه الربيع: وتلك شمسه اللينة تنفذ من بين أفرعِ الشجرِ بشعاعٍ كأنه الفضة، وقد رمت فوق الحشائشِ الضوء واللون والظل والأشكال.
وكان للشجرِ رائحة وللحشائش رائحة ولشعرها رائحة ولفمي رائحة.
هو الربيع، وتلك طيور الربيعِ عند عينِ الماءِ تطلب الماء وتغتسل وتنفض عن ريشها الماء وتتمرغ بالحشائشِ وتنطُ وترف في الجو بأجنحة وتصوصو وتحتمي بأفرع الشجر.
ـ أحب الموت وكلما أجدني على حافته أحب الحياة.
ـ أود لو أمتلك زهرة سوداء.
ـ ثمة زهور سوداء بالعالم.. ثمة زهور سوداء.
بالحديقة كنا، كنا بالعالم، وكنت طامعًا في علاقة تربطني بها: أية علاقة.
كان بالحديقة شجر أسقط ورقه، وحشائش يابسة، وبعض الطيور، وكانت الشمس طالعة، وعين الماء قل فيها الماء وغطاها الورق اليابس والكلس: إنه الخريف.
ـ أحب الحياة..وكلما أجدني فيها أعرف أنه الموت.
ـ لو أمتلك زهرة بيضاء.
– ثمة زهور بيضاء بالعالم.. ثمة زهور بيضاء.
2 Comments